بسم الله الرحمن الرحيم
"اعتصموا .. اعملوا.. تكاملوا" بقلم الشيخ محمد حسان
اكتمل بفضل الله عرس الديمقراطية الذي توج باكتساح الإخوة الإسلاميين
لقرابة 70% من أعضاء البرلمان ما بين الحرية والعدالة والنور والوسط وهو الأمر الذي تحتم معه المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الأمة كلها أن نعمل جميعا بروح الفريق الواحد ليستفيد منا الجميع اذ قد يستفيد اخواننا في الحرية والعدالة من اخواننا في النور وقد يستفيد اخواننا في النور من اخواننا في الحرية والعدالة فكل في حاجة للآخر ولا يستغني عنه وكل في تخصصه قد يبدع ويجب ان نعمل جميعا بروح الفريق الواحد وشعب مصر شعب ذكي وعبقري وسيراقب وانا معه وهذا ما جعلني أقرر ان ابقي علي الحياد ناصحا للجميع في الحرية والعدالة وفي النور وسنراقب الجميع اذ ليست العبرة أن يصل فلان للمقعد فقط.. تعالوا جميعا لنعلم أهل الأرض
ان مصر زاخرة بالكفاءات ونحن في حاجة الي صدق إرادة وحسن إدارة فاخواننا في الإخوان عندهم الخبرات السياسية والإدارية واخواننا في النور لديهم من الخبرات الشرعية والعقدية.. لابد ان يستفيد الكل من الكل.. كلمات صريحة أقولها إذ لا تحتمل المرحلة الإتيكيت الفكري ولا دبلوماسية الحوار والسؤال المهم الآن هو : كيف نحقق هذا الاعتصام وهذا العمل بروح الفريق؟
لكي يتحقق ذلك يجب توفر ثلاثة أمور أولها إخلاص العمل لله وتصفية النفس من رؤية النفس وتقديم المصلحة العامة علي المصلحة الحزبية الخاصة الضيقة والتجرد يحتاج لمن يعمل الآن لوجه الله ثم لمصر فقط اذ لا تستحمل مصر الآن من يعمل لصالح حزبه او جماعته الشخصية فهو يريد أن يصل الي الشعب او الشوري من اجل المنافع التي كانت ستحصل في السابق ولذلك رأينا إنفاقا ضخما لو انفق علي شعب مصر لأغناهم واذكر نفسي واخواني باخلاص العمل لله تعالي ثم لصالح هذا الوطن ولصالح هذا الشعب الذي منحهم ثقته
هذا العمل والرؤية للنفس لا يمكن علي الإطلاق ان تنجح عملا وان كان صغيرا ضئيلا بل صاحب النفس الأبية الذكية هو من لا يري نفسه الكبيرة الأمارة بل يعمل مع اخوانه ويلينون في ايدي اخوانهم
يتصلب الواحد ولا يري الحق الا في قوله هو أما الأقوال الأخري فهي الباطل وهذا لا ينبغي علي الإطلاق واخلاص العمل لله هو سر قبول العمل فلا ينبغي أن يقدم أي أحد من اخواننا علي عمل الا وهو يبتغي به وجه الله عز وجل
وثانيها أنه توجد خلافات.نعم توجد خلافات لكن هل سنظهر اختلافاتنا.. الكل منتظر المسالب والعورات.. هل سنشتم بعضنا البعض.. سنترقب بعضنا البعض.. هل سنسفه من آراء بعضنا.. هل سنتصادم.. هل سنتصارع؟؟
انا حذرت من قبل من الصراع الإسلامي الإسلامي وهو أمر يخطط له في الداخل والخارج.. انهم يسعون لإشعال الفتنة بين الإسلاميين انفسهم والزج ببعض الرموز للتشكيك في الرموز الآخرين فما الحكم والمرجعية التي نرجع اليها عند التنازع وعند الخلاف؟
لابد لنا من مرجعية عند التنازع والتي ان لم نتفق عليها سيبقي الخلاف.وفي ذلك نستشهد بقوله تعالي : وإن تنازعتم في شيء فردوه الي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا
تعالوا عند الخلاف الي الحكم والمرجعية القرآن والسنة وان قال البعض الكل يحتج بالقرآن والسنة بل لقد احتج الخوارج بالقرآن والسنة علي تكفير علي بن ابي طالب - كرم الله وجهه
إذا أردنا العودة الي الحق بلا خلاف فيجب العودة الي القرآن والسنة ليس بفهمي انا ولا بفهم فلان أو غيره وانما بفهم الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين.. فهل هذا محل خلاف عند أي أحد؟ هل ينازع في ذلك مسلم علي وجه الأرض؟ ولماذا فهم الصحابة؟ لأننا مأمورون بذلك : ومن يشاقق الرسول من بعد أن يتبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين والمؤمنون هنا هم الصحابة.. كنز الإيمان وأهل العلم والعمل فالله نظر في قلوب العباد فوجد نبيه محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لرسالته ثم من بعده وجد قلوب اصحابه فاصطفاهم ليكونوا اصحابه ووزراءه
إن أخلصنا النية وطهرنا السريرة والطوية لاتفقنا أما لو دخل الهوي فلا تدفعه الحجة وانما يدفع الهوي التقوي.. والهوي لا يدفع بالدليل بل الأمر يحتاج الي التقوي
وثالثها أنه يجب مراعاة ضوابط الاختلاف والحرص علي الاتفاق والائتلاف فالخلاف وارد ولا ينتهي بل هو سنة كونية فلقد وقع الخلاف بين أصحاب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وكذلك وقع الخلاف بين الأنبياء بين داود وسليمان واختلف الملائكة.. ملائكة الرحمة وملائكة العذاب علي الرجل الذي قتل مائة نفس ولذا فلا تستغربوا وقوع الخلاف بين العلماء والخلاف نوعان خلاف في اصل الملة وهو خلاف مذموم أما الخلاف في مسائل الفروع والأحكام فقد وقع بين الصحابة والتابعين فلا حرج ان نختلف لكن يجب أن نراعي فقه وأدب الخلاف فلا أسمع عنك بل أسمع منك ولا تسمع عني بل اسمع مني وحين نختلف نخلص النية لله ثم نرجع لهذه المرجعية ثم نراعي ضوابط الاختلاف فان اختلفنا نعود الي القرآن والسنة بفهم وان اخلصنا النية سيزول الخلاف
لابد من مراعاة ضوابط الاختلاف فلا تحاسدوا ولا تباغضوا فكل المسلم علي المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه
وأخيرا يجب إحياء القيم الأخلاقية وذلك أمر في غاية الأهمية لتحقيق هذا المنهج الرباني فهي غاية من غايات البعثة النبوية المطهرة.. إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
والبر حسن الخلق والبر معنا جامع لمكارم الأخلاق وما أحوجنا الي صلاح الأخلاق التي ان صلحت قلما رأينا فسادا في الإعلام ولا أدوية مسسببة للسرطان ولا فسادا ولا رشوة ولا أي نوع من انواع الفساد التي نراها ومصر تحتاج الآن لهذا المنهج الرباني
الموضوعالأصلي :
اعتصموا .. اعملوا.. تكاملوا" بقلم الشيخ محمد حسان المصدر :
منتديات أحلى كلام https://a7lakalam.ahlamontada.net